الآية “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ” هي جزء من سورة آل عمران، الآية 159. إن هذه الآية تحمل في طياتها رسالة عظيمة عن التوكل على الله بعد اتخاذ القرار والعزم على أمر ما.
تفسير الآية:
- “فَإِذَا عَزَمْتَ”:
- العزم هنا يشير إلى اتخاذ القرار الحاسم بعد التخطيط والتفكير. وهي مرحلة من مراحل الفعل التي تسبق التنفيذ، حيث يكون الإنسان قد حدد هدفه واتخذ القرار بجدية وإرادة.
- العزم في هذه الآية يعني القوة والإصرار على المضي قدماً في العمل بعد التفكير العميق، وهو ليس مجرد نية أو رغبة، بل هو التوكل على الله بعد اتخاذ القرار بثقة.
- “فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ”:
- بعد أن يعزم الشخص على شيئ ما، تأتي مرحلة التوكل على الله. التوكل يعني الاعتماد على الله وتفويض الأمر إليه بعد أن يتم اتخاذ القرار.
- التوكل على الله هو الثقة التامة في أن الله سيساعد وييسر الطريق، وأنه هو الذي يقدر النتائج وفقاً لحكمته، بغض النظر عن النتائج التي قد يراها الإنسان.
- التوكل لا يعني الجلوس وانتظار النتائج بلا عمل، بل هو في الحقيقة مزيج من العمل الجاد مع التوكل الكامل على الله.

دروس مستفادة من الآية:
- التخطيط والعزم: من اللازم أن يكون لدينا هدف واضح وعزم راسخ على المضي في طريقنا، بعد التأكد من أنه لا توجد أسباب تمنعنا من اتخاذ هذا القرار.
- التوكل على الله: بعد اتخاذ القرار، لا ينبغي أن نكون محاطين بالقلق أو الشكوك. يجب أن نضع ثقتنا في الله، لأنه هو الذي يقدر لنا الخير.
- إيجابية في التعامل مع التحديات: حتى في حالات الفشل أو الصعوبات، يجب أن نؤمن بأن الله هو الذي يقدر لنا الأفضل، وأن كل شيء يحدث لحكمة.
كما يقول الصابوني في فَائِدَة:
التوكل على الله من أعلى المقامات لوجهين: أحدهما محبة الله للعبد { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ } والثاني الضمان في كنف الرحمن
{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [آل عمران: 3].